Orhan ALİMOĞLU

Orhan ALİMOĞLU

Tüm Yazıları

Analiz-الطبيب الذي لا يمكن ايقافه - الدكتور رأفت لبد

30 Haziran 2025
h4 { font-size: 24px !important; } Print Friendly and PDF

 

لا زالت الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ عام  ة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 مستمرة حتى الآن ، وقد تسببت هذه الإبادة في تدمير هائل للبنية التحتية الحيوية، ورأس المال الوطني، والتراث الانساني الذي يمتلكه المجتمع الفلسطيني ومن الواضح أن الهدف هو إنهاء وجود الشعب الفلسطيني بشكل جذري في أرضه وتدمير أي رؤية لمستقبل وجودي في فلسطين.

 الاعتداءات الممنهجة التي تستهدف جميع الأشخاص المؤهلين هي لافتة للنظر و من بين هؤلاء القامات المستهدفة هم العاملين في القطاع الصحي ومن الواضح ان هذه الاعتداءات ممنهجة و  مُخطط لها  ومدروسة ومتعمّدة.

ان عدد العاملين في المجال الصحي الذين تم استهدافهم، واختطافهم، وتعذيبهم، وقتلهم في الإبادة الجماعية غزة و التي أكملت عامها الأول قد تجاوز الألف شخص و يقول الطبيب النرويجي مادس غيلبرت الذي عمل في غزة لسنوات طويلة ويواصلعمله الآن في لبنان ايضا عن الأطباء الذين قُتلوا في فلسطين: "قتلت إسرائيل أكثر من ألف عامل في المجال الصحي في لبنان وفلسطين المحتلة منذ السابع من أكتوبروانني  أتساءل ماذا كان سيقول العالم إذا كان هؤلاء العاملون في المجال الصحي الذين قُتلوا من اليهود؟ الجواب في السؤال، ولا يمكننا تحمل هذه المعاملة المزدوجة.¹"

كان الدكتور رأفت لبد مديرمستشفى  الطب الباطني في مجمع الشفاء الطبي أحد الأطباء الذين استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية ضد العاملين في القطاع الصحي في غزة و هذه المقالة هي تكريم للشهيد الدكتور رأفت لبد الذي كرّس حياته لمرضاه  وللقيم الإنسانية، ولمهنة الطب.

 وُلد الدكتور رأفت لبد في عام 1972 و كان لديه اسرة سعيدة تتكون من اثنين من الاولاد و خمسة من البنات .درس الطب في كلية الطب في جامعة العرب الطبية في  بنغازي في ليبيا وأكمل كذلك تخصصه في الطب الباطني هناك.

دكتور رأفت  لبد

 

عاد الدكتور لبد إلى غزة في عام 2011 بهدف خدمة مجتمعه وابناء شعبه الذي يحتاج إلى خدماته و خبراته الطبية التي اكتسبها وقد تلقى الدكتور لبد تعليمًا وتدريبا في مجال إدارة الصحة والمستشفيات ليُساهم في تطوير وتحديث خدمات الرعاية الصحية في غزة وفلسطين. و قد شغل الدكتور رأفت منصب مديرلمستشفى حمد بن خليفة الذي يعمل في مجالات التأهيل والأطراف الصناعية منذ عام 2018، كما عمل ايضا أكاديميًا في الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة في قسم الطب الباطني.

كان الدكتور رأفت لبد يتمتع بطبع هادئ، ووجه دائم الابتسامة وصادق و كان محط تقدير الجميع بسبب طيبته، واحترامه، وتواضعه تجاه مرضاه وطلابه ويشهد للدكتور رأفت انه كان يتعاطف مع مرضاه من خلال الاستماع إليهم بعناية  ويسعى لتخفيف آلامهم وشكواهم ويطلق النكات الخفيفة التي تناسب حساسية الموقف خلال الزيارات السريرية وعمل الفحوصات الضرورية لهم . لقد كان رلأفت  يهتم بشكل خاص بكبار السن ويحب قضاء الوقت معهم و كان صبورًا مع طلابه ويشجعهم على تبني وجهات نظر مختلفة حول الحالات، والبحث والتفكير العلمي كأستاذ طبيب وعالم ز كان دائم الارشاد و النصيحة لهم حول كيفية التعامل مع الأمراض كأطباء بينما كان يشارك معرفته المكتسبة في تطبيقات الطب و كانت تعليماته الطبية التي طورها بشأن تنظيم المستشفيات التي أدارها، وجهوده في إنشاء وتطبيق هذه التعليمات وقيادته لافتة للنظر ومهنية للغاية.

 

كان الدكتور رأفت لبد يهتم بأن يشارك الأطباء الشباب في مهام مختلفة ويمارس قيادة قوية لتخطيط هذه الخدمات، وتحسين معايير الجودة في النظام الصحي واستدامته و كان يلعب كرة القدم مع الشباب ويدرب الفريق بالإضافة إلى التعليم الطبي. كان الدكتور لبد كمعلم وقائد  يؤمن بأن نقل الفكر العلمي  وكرامة مهنة الطب وشغف خدمة الإنسانية للأجيال القادمة من الأطباء الشبان هو أيضًا جزء من مهمة مهنة الطب والتعليم  ولهذا السبب بذل جهدًا خاصًا لتحسين جودة وكمية الأبحاث العلمية والمؤتمرات والندوات و في إحدى محاضراته، قال الدكتور رأفت معبرًا عن "خدمة المرضى و اعداد  الأبحاث العلمية  يعتبر وسيلة و طريق لعبادة الله " ومن اقواله المأثورة مخاطبا زملاءه "عندما تدخل المستشفى، ضع نية كما لو أنك تبدأ صلاة  وبذلك يصبح عملك عبادة"

لم يترك الدكتور رأفت اللباد مرضاه، وطلابه، ومستشفاه حتى في الأوقات التي كان من الصعب فيها العمل تحت القصف والهجمات والحصار الإسرائيلي في ظل عدم توفر المعدات الطبية وقد تعرضت قدمه للكسور أثناء التدافع  داخل المستشفى بسبب  تعرض المستشفى للقصف المباشرو لكنه لم يتخل عن عمله.  

لقد طلب من الدكتور رأفت  إخلاء منزله تحت تهديد القصف و الاعتداءات المتكررة  وقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع الطرق المؤدية من منزله إلى المستشفى و لكنه لم يتخل عن مرضاه وطلابه حتى اضطر للوصول إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف تحت تهديد القصف و الاعتداءات المختلفة.

وبعد أشهر قرر الدكتور لبد وشقيقه العودة إلى منزله و بمجرد وصوله قلمت قوات الاحتلال الاسرلئيلي  بقصف منزله أثناء وجودهم فيه و فقد الدكتور لبد زوجته وثلاث من بناته وإخوته في هذا القصف العنيف و أصيب الدكتور لبد بجروح شديدة وكان من الممكن إنقاذه لكن لم يُسمح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى منزله وكانت النهاية المؤسفة وهي  استشاهد  الدكتور رأفت لبد في 16 نوفمبر 2023 نتيجة للإصابات الخطيرة وقد  عُثر على جثمانه بصعوبة بعد سبعة أشهر من وفاته! و دُفن جثمانه الطاهر في غزة التي كرّس حياته لها و ذلك بمراسم جنازة بسيط رافقه فيه شعب غزة وزملاؤه وأصدقاؤه بالدعاء والامتنان لله رب العالمين.²

كان الدكتور رأفت لبد طبيبًا رحيمًا وعالمًا وأبًا محبًا وإنسانًا متواضعًا وأستاذًا صبورًا ولكنه قُتل بوحشية على يد الاحتلال الإسرائيلي ة لم يتم تكريم جثمانه كما لم يُكرم في حياته وكانت جريمته الوحيدة أنه كان طبيبًا يخدم الإنسانية!

 شكر خاص للطبيب المتدرب الدكتور هشام النابلسي والصحفي والمؤلف مصطفى إلقيسي على مساهماتهما

 

¹Instigram @serbestiyett. 2024.: https://www.instagram.com/serbestiyett/reel/DAxqR3pC9hg/. أكتوبر 2024

²Instigram @braveheartmedicsofpalestine. 2023.
https://www.instagram.com/p/Cz1drRVi6ho/?igsh=MWk1bG4wZ2Q1YjMzOQ%3D%3D. أكتوبر 2024.

 

Tüm hakları SDE'ye aittir.
Yazılım & Tasarım OMEDYA