Orhan ALİMOĞLU
Tüm Yazılarıمقدمة:
غزة التي تخضع لحصار واحتلال شديدين منذ 17 عامًا وهي قطعة صغيرة من الأرض وتتميز بأنها الأعلى كثافة سكانية في العالم و تُوصف غزة "سجنًا مفتوحًا" كما يصفها معظم الناس في جميع أنحاء العالم و للأسف فإن الاحتلال والحصار لا يقتصران على معاناة 2.3 مليون شخص من سكان غزة الذين يحاولون التمسك بالحياة تحت الظروف القاسية التي يفرضها هذا الحصار؛ بل إن غزة تتعرض لهجمات منتظمة من قبل إسرائيلومما تسبب ليس فقط تدمير جميع الأنظمة الأساسية للبنية التحتية فيها بل تسبب ايضا في مقتل وجرح وتشويه عشرات الآلاف من الناس.
بعد توقيع اتفاق أوسلو في عام 1993، استغرق انسحاب إسرائيل من غزة أكثر من 12 عامًا، وتم الانسحاب بالكامل في عام 2005 وعلى الغممن ذلك فقد تحول الاضطهاد في غزة الذي استمر مع عمليات القتل اليومي والاعتقالات والمضايقات قبل عام 2005، إلى هجمات مدمرة وممنهجية أطلق عليها المسؤولون الإسرائيليون اسم "جز العشب" منذ عام 2006، حيث وقعت هجمات طويلة ومدمرة في 2008 و2012 و2014 و2021 و2023-2024. كانت هذه الهجمات بشكل عام تستهدف الأطفال والنساء والبنية التحتية الحيوية في غزة، خاصة النظام الصحي وعند مقارنة هجمات إسرائيل السابقة، فإن الهجمات خرب الابادة في 2023-2024 استهدفت جميع البنى التحتية الأساسية في غزة مثل المأوى والصحة والتعليم والتراث الثقافي في غزة، وتم تدميرها إلى حد كبير.
جدول 1 : العبء المالي للهجمات حسب السنوات
في هذا الجدول، عند مقارنة الهجمات السابقة، تم تدمير البنية التحتية بالكامل تقريبًا في حرب الابادة 2023-2024
الرسم البياني -1: نسبة الضرر الناتج عن الهجوم الأخير (عبر القطاعات)
عند تقييم جميع القطاعات في هجمات 2023-2024، يمكن ملاحظة في الرسم البياني- 1 أن القطاع الأكثر تضررًا كان البنية التحتية للرعاية الصحية بنسبة %85
و السؤال هنا كيف يتم تبرير أو شرح هذه الهجمات المدمرة على البنى التحتية الحيوية في الأدبيات العسكرية و هذا ليس من اختصاصي كطبيب، ولكن يمكن القول إن هذا النوع من التدمير الواسع النطاق للبنى التحتية الحيوية نادر في التاريخ. لقد ساهمنا في تقديم الدعم الصحي الطارئ والأنشطة الإنسانية في العديد من مناطق الأزمات والحروب لكنني يجب أن أقول إن هذا النوع من التدمير الكارثي نادر جدًا ففي الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات يمكن للبشر أن يجدوا الدافع اللازم لإعادة بناء الحياة وغالبًا ما ينجحون في ذلك ومع ذلك فان الفرق بين هذا التدمير الكارثي والكوارث الطبيعية هو أنه يتم بيد الإنسان تقريبًا بالكامل ويُدمر الأمل والدافع لإعادة بناء الحياة لدى البشر مما يخلق حالة من عدم اليقين الشديد فيما يتعلق بالمستقبل وإحساسًا بالعجز و لهذا السبب فإن التدمير في غزة، مقارنة بالتدمير خلال الاحتلال العراقي أو الحرب في أفغانستان أو النزاعات الداخلية في اليمن أو الصومال وغيرها من الأماكن المماثلة، هو تدمير كارثي ناهيك الأرقام والقيمة المالية وفقدان الأرواح والبيانات العددية المماثلة قد تختلف نسبيًا فإن حجم التدمير في غزة غير مسبوق.
سوف يقوم الخبراء من مختلف التخصصات على تقييم الاضرار من جوانب مختلفة لهذا التدمير الكارثي لفترة طويلة و من الواضح أن هذا التدمير غير المسبوق من صنع الإنسان في تاريخ العالم سيكون له عواقب طويلة المدى ليس فقط في غزة ولكن في جميع أنحاء العالم وهذا التقرير القصير يفدم معلومات موجزة حول آثار هذا التدمير الكارثي في غزة على قطاع الصحة.
البنية التحتية للرعاية الصحية
تم تأسيس وزارة الصحة الفلسطينية في عام 1994 ومنذ تأسيسها كانت الوزارة تكافح من أجل صحة الشعب الفلسطيني بكل طاقتها على الرغم من الظروف الصعبة والصعوبات المالية تم تحقيق نجاحات طبية هامة شهدها العالم بأسره و على الرغم من الآثار السلبية لنقص الموارد والإمدادات الطبية قامت وزارة الصحة الفلسطينية بتنفيذ سياسات صحية بالتعاون مع العديد من المنظمات الصحية الإقليمية والدولية لتعزيز النظام الصحي وتحسين تقديم الخدمات الصحية في 14 مستشفى عامًا و49 مركزًا صحيًا أوليًا في غزة حيث يعيش إجمالي 2.3 مليون شخص ومسحلة أعلى كثافة سكانية في العالم و على الرغم من ذلك تمكن الأطباء من تقديم الرعاية الصحية المتطورة منسجمة بقدر الامكان مع المعايير الحديثة من خلال جهود فائقة
الشكل 1 - المؤسسات الصحية في قطاع غزة(2018)
ينقسم قطاع غزة إلى 5 مناطق إدارية (محافظات) و هي من الشمال إلى الجنوب: شمال غزة، مدينة غزة، دير البلح، خان يونس ورفح و وفقًا لبيانات وزاؤة الصحة 2018، هناك إجمالي 28 مستشفى حكومي و تابعا للمنظمات الإغاثية في قطاع غزة و وزارة الصحة مسؤولة عن 14 مستشفى عامًا بإجمالي سعة سريرية تبلغ 2300 سرير و هناك 14 مستشفى آخر بسعة سريرية تبلغ حوالي 600 سرير تديرها منظمات تطوعية بالكامل.
يوجد في غزة جامعتان تضم كليات طب وثلاثة مستشفيات تدريبية وبحثية في غزة اما الجامعات فاحداها هي الجامعة الإسلامية و الاخرى هي جامعة الأزهر في غزة ، و اما المستشفيات فهي مستشفى الشفاء و مستشفى النصر والمستشفى الأوروبي و تعتبر الجامعات والمستشفيات التدريبية في غزة و التي التي قمت بزيارتها وكنت موجودًا فيها في مناسبات مختلفة من أجل التعليم الطبي، والمؤتمرات العلمية الدولية والدراسات العلاجية، هي المؤسسات الرئيسية التي تدرب الطواقم الطبية على نظام الرعاية الصحية في غزة وفلسطين. هذه المؤسسات التعليمية كانت هي المؤسسات المستهدفة بشكل دائم في هذه الحرب.
بالإضافة إلى هذه المؤسسات، يوجد أيضًا 71 مركزًا صحيًا أوليًا و 49 منها تتبع وزارة الصحة الفلسطينية و22 منها تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و تقدم هذه المؤسسات الصحية خدماتها الى 2.3 مليون شخص حيث تواصل جميع هذه المؤسسات الصحية وجودها بفضل الدعم الخارجي بسبب سنوات الاغلاق والحصار.
و وفقًا لتقييم الأضرار المؤقت في قطاع غزة فقد تم تدمير 85% من المؤسسات الصحية أو تضررت بشدة في الهجمات حتى أبريل 2024 مع العلم بان جل المؤسسات الصحية تعمل تشكل جزئي و هناك نقص شديد في مصادر توليد الكهرباء وتوفير المياه و الوقود و الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية و تظهر الصور أدناه التدمير الذي لحق بالمستشفيات أثناء الاستهداف والتدمير الممنهج للنظام الصحي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيليي على غزة:
مجمع الشفاء الطبي
بعد قبل
المستشفى الإندونيسي
بعد قبل
مجمع ناصر الطبي
بعد قبل
في 8 ديسمبر 2023، تم تدمير كلية الطب في الجامعة الإسلامية في غزة بالكامل من قبل قةات الاحتلال الاسرائيلي
بعد قبل
و في 17 يناير2024 تم تدمير كلية الطب في جامعة الأزهر تمامًا من قيب قةات الاحتلال الاسرائيلئ
بعد قبل
مع تدمير مدارس الطب، توقفت عملية التعليم الطبي في غزة تمامًا ومع تدمير مستشفيات التدريب والبحث تم القضاء على التدريب المتخصص وتدريب الأطباء المتخصصين و مع مقتل رؤساء الجامعات والعمداء والمتخصصين والمدرسين في الجامعات والمستشفيات التدريبية تم ارتكاب مجزرة صحية كاملة في غزة ونتيجة ذلك فقد تم تدمير مستقبل غزة الصحي بالكامل.
البنية التحتية للرعاية الصحية:
نتيجة الاستهداف الممنهج على النظام الصحي لا يمكن توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية ولا يمكن علاج الأشخاص سواء الجرحى لو المصابين بأمراض مزمنة أو طارئة فقد اصبح الوضع الكارثي الذي خلقته الحرب والتدمير يهدد الصحة العامة بشكل كبير ويزداد مع مرور الوقت و الأمراض الوبائية تتطور بسرعة خاصة مع تدمير مصادر المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وغيرها من البنى التحتية للمدينة و بسبب صعوبة الوصول إلى الغذاء والظروف البيئية الأخرى التي يستخدمها الاحتلال كوسيلة للعقاب فإن سوء التغذية حيث يعاني 16% من الأطفال من سوء التغذية ومن المتوقع أن تزداد النسبة يومًا بعد يوم و تزداد والأمراض المعدية ذات الصلة بسرعة فقد تم الإبلاغ عن مئات الآلاف من الإصابات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والتهاب الكبد ايه. والجرب والجدري وأمراض معدية أخرى و توفي العشرات من معظم الأشخاص المصابين هم من الأطفال ناهيك عن سوء التغذية التي تزدادانتشارا.
بالإضافة إلى هذا المشهد المظلم يعاني الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السرطان، وهبوط القلب والفشل الكلوي وفشل الكبد، والأمراض الخلقية من نقص في الوصول إلى الرعاية الصحية الاساسية علما بأن أكثر من 50% من الأشخاص الذين لا توجد بنية تحتية كافية لعلاجهم ولا يمكن نقلهم للعلاج في الخارج بسبب الحصارالمطبق الإسرائيلي الظالم على غزة.
العاملون في مجال الرعاية الصحية:
وفقًا لتقارير وزارة الصحة الفلسطينية و الاعلام الحكومية المنشورة في الصحافة فقد استشهد 153 طبيبًا و124 ممرضة وعاملين صحيين آخرين مثل أطباء الأسنان، والعاملين في الإسعاف، والصيادلة، وفنيي المختبرات و غيرهم وهم على رأس عملهم و استشهد 450 منهم نتيجة للغارات الجوية مع تدمير مستشفيات غزة ومدارس الطب، حيث كان يتم تدريب العاملين الصحيين حيث يتم قطع العلاج المتخصص و أصبح من المستحيل تلقي رعاية الصحة العامة في بعض الحالات بسبب نقص القوى العاملة والطاقة اللازمة للعمل في قطاع الرعاية الصحية.
و نعرض هنا بعض ضحايا القطاع الصحي الذين تعرضوا للسجن او الاستشهاد اثناءاء المجازر التي تتعرض لها غزة وتناولتها الصحافة:
الدكتور محمد الرن رئيس قسم الجراحة، أحد أفضل جراحي غزة، الذي اعتقله جنود إسرائيليون أثناء عمله في المستشفى الإندونيسي بغزة، أُطلق سراحه بعد أن تم احتجازه لمدة 50 يومًا. رفض الدكتور محمد مغادرة غزة ومرضاه
الدكتور محمد أبو سليمية مدير المستشفى خلال الاحتلال الأول لمستشفى الشفاء، تم احتجازه في بداية مارس و قد دمرت إسرائيل المستشفى بشكل كامل و قُتل 200 شخص وتم احتجاز 900 شخص. مصير المهنيين الصحيين المحتجزين لا يزال غير واضح. على الرغم من مرور عدة أشهر على احتجازه، لم تصل أي أخبار عن الدكتور محمد أبو سليمية
الطبيب المتدرب خليل سكيك أحد طلاب كلية الطب بالجامعة الإسلامية غزة، كان يعمل كمتطوع في مستشفى الشفاء وتم اعتقاله بعد احتلال المستشفى من قبل القوات الإسرائيلية و تعرض خليل لهجوم مسلح وأصيب أثناء عودته إلى المنزل ، و بعد عودته إلى المستشفى وبعد تلقي العلاج استمر خليل في أداء واجبه لبعض الوقت، لكنه تم اعتقاله مرة أخرى خلال عملية الإخلاء التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي وقد تم الإفراج عنه في 2 مايو 2024
تم استشهاد والدة عميد كلية طب الأسنان بجامعة غزة الأستاذ الدكتور جمال نعيم، و3 من بناته: طبيبة الأسنان سما نعيم وطبيبة الأسنان شيماء نعيم، وبتول البالغة من العمر 15 عامًا، وأحفاده ليلى (3 سنوات) ورما (سنة واحدة) ولارا (9 أشهر) وتيسير (3 سنوات) خلال الهجمات الإسرائيلية. وقد أصيب هو ايضا خلال هذا الاعتداء
الدكتور عدنان البراش رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الشفاء
تم اعتقاله في ديسمبر 2023
وأفادت التقارير بأنه استشهد في أبريل 2024 بسبب التعذيب في السجن
الأستاذ الدكتور عمر فروانة عميد كلية الطب السابق في الجامعة الإسلامية غزة تم استشهاده وطبيبة الأسرة ابنته الدكتورة آية فروانة بالإضافة إلى زوجته وأبنائه وأحفاده، بسبب الهجوم الإسرائيلي على منزله في تل الهوى غزة في 15 أكتوبر 2023
الأستاذ الدكتور سفيان تايه رئيس الجامعة الإسلامية غزة، استشهد في قصف إسرائيلي على منزله
القانون الدولي
تحظر المادة 8/ي من البروتوكول الإضافي رقم 1 لاتفاقية جنيف لعام 1949 الهجمات على العاملين في الرعاية الصحية والبنية التحتية في حالات الحرب والنزاع بشكل صارم و تنص اتفاقية جنيف وقواعد القانون الدولي للنزاع المسلح بوضوح على أن مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها في مناطق النزاع يجب أن يتمتعوا بالحماية
ووفقاً للقانون الدولي الإنساني، لا يمكن الهجوم على المستشفيات والمؤسسات الصحية والمنظمات وتشمل هذه الحماية الجرحى والمرضى فضلاً عن العاملين الطبيين ووسائل النقل الصحية علما بأنه في النزاعات المسلحة غير الدولية يتم تضمين هذا الحظر في المادة المشتركة 3 من اتفاقية جنيف و التي تسمح بنقل ومعالجة الجرحى والمرضى ويقبل مجلس الأمن هذه المادة كقاعدة من قواعد القانون الدولي
يجب احترام المرضى والمصابين (عدم الهجوم عليهم أو قتلهم أو إساءة معاملتهم)، وحمايتهم، والبحث عنهم إذا كانوا مفقودين، ونقلهم إلى مكان العلاج دون أي تمييز إلا لأسباب طبية و إن تعريض العاملين الطبيين للهجمات يعيق الحماية المقدمة للجرحى والمرضى
بموجب القانون الدولي الإنساني، لكل فرد الحق في الوصول إلى أعلى المعايير الممكنة من الصحة الجسدية والعقلية. إن الاعتداء على المرضى، والأشخاص المصابين، والمؤسسات والمنظمات الطبية، وتدمير البنية التحتية، ومنع الوصول إلى الغذاء والمأوى والدواء الأساسي يعتبر أيضاً إنكاراً لهذا الحق وبالتالي فهو محظور
إسرائيل، كقوة محتلة لا تفي فقط بواجباتها ومسؤولياتها بموجب القانون الدولي تجاه السكان المقيمين في غزة، بل ترتكب أيضاً جرائم خطيرة من خلال ارتكاب مجازر ممنهجة ضد السكان المدنيين، وتنفيذ هجمات ثقيلة ومدمرة على البنية التحتية الحيوية، ومنع الوصول إلى الاحتياجات الحيوية مثل الغذاء والماء وللأسف لا يبدو أنه من الممكن في الوقت الراهن محاكمة وإدانة هذه الجرائم من قبل المؤسسات الدولية، التي يتم ارتكابها بدعم من القوى الكبرى في العالم رغم أن المحاكمة والعقوبة الرادعة لا تبدو في الأفق في الوقت الحالي و يجب على العلماء والمؤسسات المعنية تسجيل هجمات إسرائيل وأنشطتها، التي تمثل جرائم خطيرة من حيث القانون الإنساني العام والقانون الدولي.
الرأي العام العالمي في حالة غضب شديدة بسبب الجرائم غير الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل و يقوم الشعوب في جميع أنحاء العالم بتنظيم احتجاجات كل يوم تقريباً ، وتتعرض حقوق الإنسان والقانون العام والمؤسسات العالمية والقيم للتآكل وتصبح بلا معنى يوماً بعد يوم و من ناحية أخرى فانه يصبح من المحير حقاً أن المنظمات الطبية الكبرى في الغرب، التي ينتمي إليها الأطباء في جميع أنحاء العالم لا تدين هجمات إسرائيل على العاملين في الرعاية الصحية والنظام الصحي في غزة أو لا تتخذ أي مبادرة لوقف إطلاق النار. ان هذا الامر يضر بالإيمان بتلك المنظمات المهنية، وكذلك المؤسسات الدولية الأخرى. من الواجب على هذه المؤسسات ان تكون في طليعة الدعوة إلى مساعدة ضحايا الجرائم التي ترتكبها دول ومنظمات أخرى،و بالمقابل تظهر هذه الصورة السلبية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. يشكل الأطباء المجموعة الأكثر تعليماً في المجتمع بالنظر إلى طول فترة تعليمهم و علاوة على ذلك فإن الواجب الأساسي للأطباء هو حماية صحة الناس واستعادة من تضررت صحتهم. ومع ذلك، فإن صمتهم غير مفهوم ورغم هذا الموقف السلبي من المنظمات المهنية العالمية، فإن المنظمات التطوعية للأطباء وزملائنا من جميع أنحاء العالم يقومون بعمل مهم في غزة، سواء بشكل فردي أو مؤسسي.
إن الهجمات الممنهجة والمستمرة من قبل إسرائيل ضد المرضى والمستشفيات والبنية التحتية الصحية في غزة يظهر أن القوانين الدولية الضخمة هي أقل أهمية وغير فعالة من الأوراق المسودة عندما يتعلق الأمر بغزة. لقد سال دم الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء الذين قتلوا بوحشية لأشهر على يد أولئك الذين صمتوا عن هذه المجزرة ولم يتخذوا أي إجراء، خاصة الدول الغربية والمؤسسات العالمية في حين أنه يجب أن يكون صدمة عندما يُقتل شخص بريء سواء كان رجلاً أو امرأة، وخاصة رضيع أو طفل بوحشية، فإن توفير الدعم لهذا الجحيم من الوحشية، ومنع الوصول إلى أبسط حقوق الإنسان في الحياة والتغذية والصحة، هو أمر غير إنساني ولا يتوافق مع أي أدنى مستوى من اللا إنسانية!
الخاتمة
إنها تضحية مدهشة وغير مسبوقة أن العاملين في الرعاية الصحية في غزة، من الأطباء والموظفين المساعدين، الذين يشكلون الهدف الأكبر للهجمات الإسرائيلية، لم يغادروا المستشفيات منذ اليوم الأول رغم الدمار والهجمات والمعوقات، وعملوا على خلق فرص تحت ظروف مستحيلة، وفي كثير من الحالات حتى التخلي عن أسرهم، من أجل صحة الناس وهذه أعمال شرف.
بعيداً عن القطاعات الحيوية الأخرى، فإن البنية التحتية الصحية التي تعد البنية التحتية الحيوية الأساسية، هي أيضاً مأوى عاطفي وجسدي للناس المتأثرين من هذه النزاعات بالإضافة إلى غرف العمليات والمعامل والعيادات والخدمات الخارجية، التي تشكل الوحدات الأساسية للعلاج، فإن ممرات المستشفيات وحدائقها هي أماكن يلجأ إليها الناس عاطفياً وجسدياً في كل حرب وصراع و من الواضح أن الهدف من هذا التدمير الكارثي للنظام الصحي في غزة هو تدمير آمال الحياة والمستقبل لشعب غزة وفلسطين و إن توثيق هذه الجرائم والهجمات الخطيرة التي تمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، أمر بالغ الأهمية للمحاكمات المستقبلية.
على الرغم من كل هذا الاضطهاد لم يُهزم الشعب الفلسطيني في غزة ولن يُهزم و أصبحت غزة ضمير الإنسانية و أضفت حياة جديدة على جميع القيم الإنسانية والأخلاقية التي كادت تذوب وتتقلص و في الوقت الذي يزدهر فيه العالم القاسي بالوحشية ة لاتزال غزة تعلم العالم من خلال موقفها في كل مجال الإنسانية مرة أخرى عن ضبط النفس، والحق، والضمير، والقيم الإنسانية العالية و يبدو أن العالم لا يستطيع الشفاء حتى تُشفى غزة العزيزة!
سيستغرق إصلاح هذا الوضع الثقيل سنوات من حيث التكلفة والوقت والعبء البشري والضميري الذي يخلقه و إن الدمار في غزة قد اكتسب طابعاً عالمياً وجذب الإنسانية بأسرها إلى الظلام و انني لآمل أن تنتهي هذه الجرائم، التي تسببت في جروح عميقة في ضمير كل إنسان و في أقرب وقت ممكن.
المراجع:
حرب إسرائيل-غزة في الخرائط والرسوم البيانية: مباشر:2024 Al Jazeera:
https://www.aljazeera.com/news/longform/2023/10/9/israel-hamas-war-in-maps-and-charts-live-tracker..
عزيزتي غزة. بيان للنشر. إسطنبول، 2024Alimoğlu O.:
مستشفى ناصر في غزة "أصبح مكانًا للموت": الأمم المتحدة: 2024وكالة الاناضول
https://www.aa.com.tr/en/middle-east/gazas-nasser-hospital-has-become-a-place-of-death-un/3143379. مايو 2024.
وفاة الجراح البارز في غزة عدنان البرش في سجن إسرائيلي. 2024.بي بي سي
https://edition.cnn.com/2024/05/03/middleeast/gaza-surgeon-adnan-al-bursh-israeli-prison-intl-hnk/index.html. مايو 2024
braveheartmedicsofpalestine@Instigram:
https://www.instagram.com/braveheartmedicsofpalestine?utm_source=ig_web_button_share_sheet&igsh=ZDNlZDc0MzIxNw== مايو 2024.
Healthcare Workers Watch – Palestine. 2024
https://twitter.com/HCWWatch/status/1767666330252009517. مايو 2024.
ماذا تقول القوانين عن حماية المستشفيات خلال النزاعات المسلحة:. ,2023. اللجنة الدولية للصليب الاحمر https://www.icrc.org/en/document/protection-hospitals-during-armed-conflicts-what-law-says. كيف حاصرت القوات الإسرائيلية وقصفت مستشفى ناصر. مايو2024 . (MSF) أطباء بلا حدود
https://www.msf.org/gaza-how-israeli-army-besieged-and-attacked-nasser-hospital.
مايو 2024:مكتب المفوض المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة
"الهجمات على الوحدات الطبية في القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان"
https://www.humanitarianresponse.info/sites/www.humanitarianresponse.info/files/documents/files/medical_units_legal_note_-_final_-_en-1_1.pdf.
. إسرائيل تقصف جامعة غزة، متهمة إياها بالاستخدام من قبل العسكريين. 2024أخبار الجامعات العالمية
https://www.universityworldnews.com/post.php?story=20231012162739531.
مرافق وزارة الصحة في قطاع غزة مايو 2018منظمة الصحة العالمية
https://healthclusteropt.org/admin/file_manager/uploads/files/1/5be175905d6d0.pdf... الجامعة الإسلامية في غزة. مايو 2024 ويكيبيديا
https://en.wikipedia.org/wiki/Islamic_University_of_Gaza. . التقييم المؤقت للأضرار في قطاع غزة.مايو 2024. البنك الدولي، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة
https://palestine.un.org/sites/default/files/2024-04/Gaza-Interim-Damage-Assessment-Final.pdf.
يا للجحيم. ما هي قوانين الحرب عندما يكون المستشفى منطقة حرب؟.مايو 2024 Zivot J.:
https://thehill.com/opinion/healthcare/4289754-what-are-the-laws-of-war-when-a-hospital-is-a-war-zone/#: ~:text=Because%20of%20their%20humanitarian%20duties,be%20the%20target%20of%20attack.
Güncel Yazıları
Dr. Sobhi Skaik- A Journey from Surgery to Establishment of Türkiye-Palestine Friends..
14 Temmuz 2025
Mücadele Örneği: Dr. Ahmed Mehanna
10 Temmuz 2025
The Symbol of Medical Resistance in Gaza: Nurse Walid Tawfiq Shaqoura
02 Temmuz 2025
Analiz-الطبيب الذي لا يمكن ايقافه - الدكتور رأفت لبد..
30 Haziran 2025
Dr. Sobhi Skaik-Cerrahiden Türkiye-Filistin Dostluk Hastanesi’nin Kuruluşuna Uzanan B..
28 Haziran 2025
Analiz-الإخوة الذين وقفوا مع المرضى : الدكتور باسل والدكتور رائد مهدي..
17 Haziran 2025
Gazze'de Tıbbi Direnişin Simgesi: Hemşire Walid Tawfiq Shaqoura
28 Mayıs 2025
The Defiant Doctor: Abdulkerim Al-Raqab
16 Mayıs 2025
Gazan Doctor, a Husband, a Father, and a Grandfather Dr. Abdullatif Mohammed Alhaj: "..
06 Mayıs 2025
Karşı Duran Doktor: Abdulkerim Al-Raqab
28 Nisan 2025
Analiz: حامي الشرف - الدكتور همام محمود حسن الله
22 Nisan 2025
Gazzeli Doktor, Baba ve Büyükbaba: Dr. Abdullatif Mohammed Alhaj
22 Nisan 2025
Analiz- الموت الخفي - الدكتور إياد الرنتيسي
07 Nisan 2025
The Surgeon Who Mended Wounds: Dr. Medhat Mahmoud Saidum
07 Nisan 2025
Yaraları Saran Cerrah Dr. Medhat Mahmoud Saidum
28 Mart 2025