Alper TAN

Tüm Yazıları

Analiz-اﻟﻣرﻛز اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أﺻﺑﺢ اﻵن ﺗرﻛﯾﺎ: "اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد" ﯾُؤ ﱠﺳس ﻓﻲ إﺳطﻧﺑول

15 Mayıs 2025
h4 { font-size: 24px !important; } Print Friendly and PDF

 

ﻟﻘد ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ رﻗﻌﺔ ﺷطرﻧﺞ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ، وﻓﻲ وﺳط ھذه اﻟرﻗﻌﺔ ﯾوﺟد ﻣﻣﺛل ﯾوﺟﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣرﻛﺎت ﺑﻣﮭﺎرة: ﺗرﻛﯾﺎ! و اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﻣن ﻏزة إﻟﻰ أوﻛراﻧﯾﺎ، وﻣن ﻛﺷﻣﯾر إﻟﻰ ﺳورﯾﺎ، ﻻ ﯾﺗردد اﺳم ﺗرﻛﯾﺎ ﻛوﺳﯾط ﻓﺣﺳب، ﺑل وأﯾﺿﺎً ﻛزﻋﯾﻣﺔ، وﻣﻧﺎرة أﻣل، وﻣﮭﻧدس ﻟﻠﺳﻼم. اﻟدول واﻟزﻋﻣﺎء واﻟﺷﻌوب اﻟﺗﻲ ﺷﻛرت ﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﻌطف ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣﺛل ﻣﺣﺎدﺛﺎت ﺣﻣﺎس واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة، ووﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر ﺑﯾن ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن واﻟﮭﻧد، وﻣوﻗف ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن ﺿد إﺳراﺋﯾل، وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﻼم ﺑﯾن روﺳﯾﺎ وأوﻛراﻧﯾﺎ، وﺣﺗﻰ ﺣل ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ...

 

إذن ﻛﯾف ﺣدث ھذا؟ ﻛﯾف وأﯾن اﻛﺗﺳﺑت ﺗرﻛﯾﺎ ھذه اﻟﻘوة اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ وھذه اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔرﯾدة؟ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻷذﻛﯾﺎء أن ﯾﻔﻛروا ﺟﯾدًا ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺳؤال، ﻷﻧﻧﺎ ﻧواﺟﮫ ﻣﻠﺣﻣﺔ ﻧﮭﺿﺔ ﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﻠدًا، ﺑل وأﻣﺔ أﯾﺿًﺎ!

ﻗﻣﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ: وﺳﺎطﺔ ﺗرﻛﯾﺎ اﻟﻣوﺛوﻗﺔ

إن اﻟزﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑﺗﮭﺎ ﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻟﯾﺳت ﻣﺻﺎدﻓﺔ، ﺑل ھﻲ ﺛﻣرة رؤﯾﺔ ﺗم ﺑﻧﺎؤھﺎ ﻟﺳﻧوات. إن ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻛﻼ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﺷﻛروا ﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺣﻣﺎس واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﯾﺳت ﻟﻔﺗﺔ ﻋرﺿﯾﺔ، ﺑل ھﻲ اﻧﻌﻛﺎس ﻟﻣوﻗف أﻧﻘرة اﻟﻌﺎدل واﻟﻧزﯾﮫ واﻟﺣﺎزم. ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻟﯾﻼً وﻧﮭﺎرًا ﻟوﻗف إراﻗﺔ اﻟدﻣﺎء ﻓﻲ ﻏزة واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻧﺻﺔ، أﺻﺑﺣت ﺗرﻛﯾﺎ ﻟﯾس ﻓﻘط وﺳﯾطًﺎ ﺑل أﯾﺿًﺎ ﺟﺳرًا ﻟﻠﺿﻣﯾر اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ .

إن ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺣﻣﺎس ﻗﺎﻟت "إن ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻟم ﯾﻛن ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻟوﻻ دﻋم ﺗرﻛﯾﺎ"، وﺣﺗﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻗﺑﻠت ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ، ﺗﻛﺷف ﻋن ﻣدى ﺛﻘل ﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.

وﺗوﺟد ﺻورة ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺗر ﺑﯾن ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن واﻟﮭﻧد. ﺣﺑس اﻟﻌﺎﻟم أﻧﻔﺎﺳﮫ ﺑﯾﻧﻣﺎ دﻓﻌت اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺷﻣﯾر اﻟﺟﺎرﺗﯾن اﻟﻧووﯾﺗﯾن إﻟﻰ ﺷﻔﺎ اﻟﺣرب وﻣﻊ ذﻟك، وﺟﮭت ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن اﻟﺷﻛر ﻟﺗرﻛﯾﺎ ﺑﻌد اﺗﻔﺎق وﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر؛ﻟﻣﺎذا إذا ؟

ﻷن ﺗرﻛﯾﺎ ﻟم ﺗﻛﺗفِ ﺑﺟﻣﻊ اﻷطراف ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت؛ ﻛﻣﺎ ﻗدﻣت رؤﯾﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﻼم اﻟداﺋم ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ. ﻟﻘد أﺛﺑت ظﮭور ﺗرﻛﯾﺎ ﻛﻼﻋب "ﻣﺣﺎﯾد وﻟﻛن ﻓﻌﺎل" ﻓﻲ ھذا اﻟﺻراع أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﻗوة إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺑل ﻗوة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ.

ﻣﮭﻧدس اﻟﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط: ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن وإﺳراﺋﯾل

وﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن ﺗﻌﺎﻧﯾﺎن ﻣن اﻟﻘﺻف اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻣﻧذ ﺳﻧوات، ﻓﺈن اﻟﺧطوة اﻟﺟرﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﺗﮭﺎ ﺗرﻛﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﻘطﺔ

ﺗﺣول. ﺣﯾث ﻟم ﺗﻛﺗف أﻧﻘرة ﺑﺗوﺟﯾﮫ ﻧداء دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل ﻗﺎﺋﻠﺔ: "أوﻗﻔوا ھذا اﻟﻘﻣﻊ"؛ وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ، ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺿﻐط ﺛﺎﺑت

وﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻻروﻗﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ اﯾﺿﺎ. وﯾﺷﻛل ﺷﻛر ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن ﻟﺗرﻛﯾﺎ ﻣؤﺷراً ﻣﻠﻣوﺳﺎً ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺟﺎح. وﺑﻔﺿل اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﺗﮭﺎ ﻟﺗطﺑﯾﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻷﺳد، ﻓﺗﺣت ﺗرﻛﯾﺎ ﺻﻔﺣﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ ﻣﻊ ﺟﮭﺎت ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻣﺛل إﯾران وروﺳﯾﺎ. وھذا ﻟﯾس ﻣﺟرد ﻧﺟﺎح ﻋﺳﻛري أو ﺳﯾﺎﺳﻲ؛ وھو أﯾﺿًﺎ اﻧﺗﺻﺎر ﻟﻣﺑدأ ﺗرﻛﯾﺎ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن "اﻟﺳﻼم اﻟﻌﺎدل ﻻ ﺧﺎﺳر ﻓﯾﮫ."

إذا ﻣﺎ ھو اﻟﺳر اﻟﺗرﻛﻲ ﺧﻼل ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ؟ أوﻻً، اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺣﯾث ﺗرﺑط ﺗرﻛﯾﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﺟوار وأﺧوة ﻣﻊ ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن أﻟف ﻋﺎم.

ﺛﺎﻧﯾﺎً، اﻟﻌزم. وﻓﻲ ﺗﺣد ﻟﺻﻣت اﻟﻐرب ﺗﺟﺎه اﻟﻌدوان اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ، ﺻرﺧت أﻧﻘرة ﻣن أﺟل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﻌداﻟﺔ.

ﺛﺎﻟﺛﺎ، اﻻﺳﺗﺧﺑﺎرات اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ. ﻟﻘد ﺣﻠت ﺗرﻛﯾﺎ ھذه اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻌب وﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ، ﻣن دون اﺳﺗﺛﻧﺎء أﺣد وﻟﻛن ﻣن دون اﻻﻧﺣﻧﺎء ﻷﺣد أﯾﺿًﺎ وھذا ﻣﺎ ﺳﺗﻔﻌﻠﮫ دوﻟﺔ راﺋدة!

اﻟدور اﻟﻣرﻛزي ﻹﺳطﻧﺑول ﻓﻲ اﻟﺳﻼم ﺑﯾن روﺳﯾﺎ وأوﻛراﻧﯾﺎ

ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﮭز اﻟﺣرب ﺑﯾن روﺳﯾﺎ وأوﻛراﻧﯾﺎ ﻛل ﺷﻲء ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ إﻟﻰ اﻷﻣن، ﻓﺈن ﺗﻘدﯾم إﺳطﻧﺑول ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻋﻧوان اﻟﺳﻼم ﯾﺑﺷر ﺑﺎﻟﻌﺻر اﻟذھﺑﻲ ﻟﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ.

إن ﻗول روﺳﯾﺎ وأوﻛراﻧﯾﺎ وﺣﺗﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة "ﻧﺣن ﻧﺛق ﺑﺗرﻛﯾﺎ" ھو اﺳﺗﻣرار ﻟﻠﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑﺗﮭﺎ أﻧﻘرة ﻣﻧذ ﻣﺑﺎدرة اﻟﺣﺑوب ﻓﻲ اﻟﺑﺣر اﻷﺳود. إن رﺳﺎﻟﺔ اﻟرﺋﯾس أردوﻏﺎن "ﻧﺣن ﻣﺳﺗﻌدون" ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ، ﺑل ھﻲ أﯾﺿﺎ إﻋﻼن ﺑﺄن ﺗرﻛﯾﺎ ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﺗﺣﻣل ھذه اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ.

ﻣﺎذا ﻓﻌﻠت ﺗرﻛﯾﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ؟ أوﻻ، ﻛﺎن وﺳﯾطﺎ ﻣﺣﺎﯾدا ﻟﻛﻧﮫ ﻓﻌﺎل. وﺛﺎﻧﯾﺎ، أﺑﻘﻰ ﻗﻧوات اﻟﺣوار ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣﻊ ﻛل ﻣن روﺳﯾﺎ وأوﻛراﻧﯾﺎ. وﺛﺎﻟﺛﺎً، أظﮭرت اﻟﺻﯾن ﻗﯾﺎدة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ واﺗﺧذت ﺧطوات ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﻣدﻣرة ﻟﻠﺣرب. إﺳطﻧﺑول ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻣﻛﺎن ﻟﻠﻘﺎء؛ ﻣرﺷﺣﺔ ﻟﺗﻛون ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﺳﻼم واﻷﻣل واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد!

ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ: اﻧﺗﺻﺎر ﺗرﻛﯾﺎ ﻟﻠﺳﻼم اﻟداﺧﻠﻲ

ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗطور اﻷﻛﺛر إﺛﺎرة ﻟﻠدھﺷﺔ ھو إﻧﮭﺎء ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ ﻷﻧﺷطﺗﮫ اﻹرھﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻣرت ﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎﻣًﺎ وﺣل ﻧﻔﺳﮫ.

إن ﺷﻛر ﺣزب اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﻗﺎدة اﻟرأي اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺣدث ﺳﯾﺎﺳﻲ؛ وھو أﯾﺿًﺎ إﻋﻼن ﺑﺄن ﺗرﻛﯾﺎ ﺣﻘﻘت ھدﻓﮭﺎ

اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ "ﺗرﻛﯾﺎ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻹرھﺎب." وھذا ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ إﺳﻛﺎت اﻟﺑﻧﺎدق ﻓﺣﺳب؛ إن إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻷﺧوة اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ھو اﻧﺗﺻﺎر ﻟﻺﯾﻣﺎن ﺑﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺷﺗرك.

إذن ﻛﯾف ﺣدث ھذا؟ وﻓﻲ ﺣﯾن ﺧﺎﺿت ﺗرﻛﯾﺎ ﻣﻌرﻛﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﺿد ﺣزب اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ، ﻓﺈﻧﮭﺎ اﺳﺗﻣﻌت أﯾﺿﺎً إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠﺷﻌب اﻟﻛردي. ورﻏم أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺣل ظﻠت ﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣﻠﺔ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ 2013 و2015، ﻓﻘد ﻋﺎدت ﺗﻠك اﻟروح إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة. إن دﻋوة دوﻟت ﺑﮭﺟﻠﻲ ﻷوﺟﻼن ﻟﻠﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﻛﺑرى، ورؤﯾﺔ ﺣزب اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ "ﻗرن ﺗرﻛﯾﺎ"، وﻣﺳﺎھﻣﺔ ﺣزب اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ، ﻛل ذﻟك ﺟﻌل ھذا اﻟﺗﺣول اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣﻣﻛﻧﺎً. وﻟم ﺗﺗﻧﺎزل ﺗرﻛﯾﺎ وﻟم ﺗظﮭر أي ﻏطرﺳﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ؛ ﻟم ﯾﺗﺻرف إﻻ ﺑﺎﻟﻌدل واﻟﻌزم وھذه ھﻲ ﻗوة اﻹﯾﻣﺎن اﻟراﺳﺦ ﺑوﺣدة اﻷﻣﺔ.

ﻣﺻدر ﻗوة ﺗرﻛﯾﺎ: اﻟرؤﯾﺔ، اﻟﻌزﯾﻣﺔ، اﻷﻣﺔ، واﻟدوﻟﺔ اﻟراﺳﺧﺔ

واﻵن دﻋوﻧﺎ ﻧﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﺳؤال اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ: ﻣن أﯾن ﺗﺣﺻل ﺗرﻛﯾﺎ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻘوة اﻟﻘﯾﺎدﯾﺔ؟ اﻟﺟواب ﯾﻛﻣن ﻓﻲ أرﺑﻊ ﻛﻠﻣﺎت: اﻟرؤﯾﺔ، اﻟﻌزﯾﻣﺔ، اﻟوطن، واﻟدوﻟﺔ اﻟراﺳﺧﺔ.

* اﻟرؤﯾﺔ: ﻟﻘد طورت ﺗرﻛﯾﺎ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻣﺗﻌددة اﻷﺑﻌﺎد وﺑﻧﺎءة ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷرﯾن اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ. ﻟﻘد أﺻﺑﺣت ﺗرﻛﯾﺎ، اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧﻔوذ ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣن أﻓرﯾﻘﯾﺎ إﻟﻰ آﺳﯾﺎ، وﻣن اﻟﺷرق اﻷوﺳط إﻟﻰ أوروﺑﺎ، ﻻﻋﺑﺎً ﯾﻌطﻲ اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﻘط ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ، ﺑل وأﯾﺿﺎً ﻟﻠﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.

 

* اﻟﻌزم: ﺗرﻛﯾﺎ ﻟم ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ظل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أو أي ﻗوة أﺧرى. ﻟﻘد رﺳﻣت طرﯾﻘﮭﺎ اﻟﺧﺎص واﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ ﻗوﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ. وأظﮭرت ھذا اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻟﻠﻌﺎﻟم ﻣن ﺧﻼل طﺎﺋراﺗﮭﺎ ﺑدون طﯾﺎر، و ﺻﻧﺎﻋﺗﮭﺎ اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ، وﺗﺣرﻛﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطﺎﻗﺔ، وھﺟﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ.

 

* اﻷﻣﺔ: إن اﻟﻘوة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗرﻛﯾﺎ ھﻲ اﻹرادة اﻟﻣوﺣدة ﻟﺷﻌﺑﮭﺎ اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋدده 85 ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ. ﻟﻘد داﻓﻌت ھذه اﻷﻣﺔ ﻋن زﻋﯾﻣﮭﺎ ودوﻟﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟوﻗوف ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟدﺑﺎﺑﺎت ﻓﻲ 15 ﯾوﻟﯾو/ﺗﻣوز، وﺗﺣﻣل اﻟﮭﺟﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ، واﻟوﻗوف ﺷﺎﻣﺧﺔ ﻓﻲ اﻟﺣرب ﺿد اﻹرھﺎب. ھذه اﻟروح ﺟﻌﻠت ﺗرﻛﯾﺎ زﻋﯾﻣﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ!

* دوﻟﺔ ﻋرﯾﻘﺔ: ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻋرﯾق ﯾﻣﺗد إﻟﻰ 1600 ﻋﺎم. ﺑﻌد اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ اﻟذي ﻓﺗﺢ وأﻏﻠق ﻋﺻرًا، اﻛﺗﺳﺑت اﻟدوﻟﺔ ﺑﻧﯾﺔ أﻗوى وأﻛﺛر ﻣؤﺳﺳﯾﺔ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟوده ﻛدوﻟﺔ ﻗوﯾﺔ ﻓوق اﻷرض، ﻓﻘد ﺧﻠق أﯾﺿًﺎ "دوﻟﺔ ﻏﯾر ﻣرﺋﯾﺔ" ﺗﺣت اﻷرض، وﻣﻸھﺎ ﺑروح روﺣﯾﺔ وﺟﺎء إﻟﻰ اﻟوﺟود ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم. أﯾﻧﻣﺎ ذھﺑت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم، وأﯾﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﻌب اﻟذي ﺗزوره، ﻓﺈﻧك ﺳﺗﺟد ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﻔرﺣﺔ اﻟروﺣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ، وھوﯾﺗﮭﺎ، وأﻧﺻﺎرھﺎ، اﻟذﯾن ﺳﯾﻣوﺗون ﻣن أﺟﻠﮭﺎ.

"اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد" ﯾﻧطﻠق ﻓﻲ إﺳطﻧﺑول

إن ﺻﻌود ﺗرﻛﯾﺎ اﻷﺧﯾر ﻟﯾس ﻣﺻﺎدﻓﺔ؛ إﻧﮫ ﻋﻣل ﻧﮭﺿﺔ أﻣﺔ، ورؤﯾﺔ ﻗﺎﺋد، وﺗﺻﻣﯾم دوﻟﺔ إن ھذا اﻟﺑﻠد، اﻟذي ﯾﻌد ﻣﮭﻧدس اﻟﺳﻼم ﻓﻲ ﻏزة، ووﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر ﻓﻲ ﻛﺷﻣﯾر، واﻟﮭدوء ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن، واﻷﻣل ﻓﻲ أوﻛراﻧﯾﺎ، واﻷﺧوة ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ، ﻣﺳﺗﻌد ﻷن ﯾﻛون راﺋداً ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد. وﺣﺗﻰ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺗﻘﺑل ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ: "ﻟﻘد وﺻل أردوﻏﺎن إﻟﻰ ذروة ﻗوﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ."

ﻻ ﺗﻠﺗﻔﺗوا إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﮭﺎﻣﺷﯾﺔ ﻣن ﺣﻔﻧﺔ ﻣن أﻋداء اﻟدوﻟﺔ واﻷﻣﺔ واﻹﺳﻼم اﻟذﯾن ﯾﺛﯾرون اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺿﺟﯾﺞ ﻓﻲ اﻟداﺧل وﯾﺣﺎوﻟون ﺗﺛﺑﯾط اﻟﻣﻌﻧوﯾﺎت وإﺣداث اﻟﻔﺗﻧﺔ،ھؤﻻء ھم ﻋﻣﻼء اﻟﻐرب و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ اﻷﺑدﯾﺔ ﻟﮭذه اﻷرض، وﻟﮭذه اﻷﻣﺔ، وﻟﮭذه اﻟدوﻟﺔ، وﻹﯾﻣﺎن اﻟﺷﻌب. إن ھذه اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻌت ﺣول ﺣزب اﻟﺷﻌب اﻟﺟﻣﮭوري ﺳوف ﺗﻧﺣﻧﻲ ﻗرﯾﺑﺎ أﻣﺎم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد وﻗوة دوﻟﺗﻧﺎ وﺷﻌﺑﻧﺎ. ﻷن اﻟدﻋم واﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘوﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻐرب ﻋﻠﻰ وﺷك أن ﯾﻧﻔذ ﺗﻣﺎﻣﺎ.

ﯾرﺟﻰ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﮫ ﻣن اﻵن ﻓﺻﺎﻋدا وھذا ﻟﯾس اﻧﺗﺻﺎراً ﻟﺑﻠد واﺣد ﻓﺣﺳب؛ إﻧﮫ اﻧﺗﺻﺎر اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺳﻼم واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ. إن ﺗرﻛﯾﺎ ھﻲ ﻣﻧﺎرة اﻷﻣل ﻟﯾس ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺗﮭﺎ ﺑل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ. ﺳﯾﻧﺗﺷر ھذا اﻟﻧور ﻣن إﺳطﻧﺑول إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم أﺟﻣﻊ،وھذا اﻟﻧور ﻟن ﯾﻧطﻔﺊ أﺑدًا! ﻷن ھذه اﻷﻣﺔ ﺳﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ!

 

 

أﻟﺑر ﺗﺎن

 

12 ﻣﺎﯾو 2025

Tüm hakları SDE'ye aittir.
Yazılım & Tasarım OMEDYA